responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 466
متصفا بأنواع الجهالات منغمسا بأصناف الكدورات رَسُولًا الى بشر مثله ليهديهم الى الكمال ويهذبهم عن النقصان كلا وحاشا بل ان أرسل الله رسولا الى هداية عباده فالمناسب إرسال الملك لكونه صافيا عن الكدورات الجسمانية مطلقا
قُلْ لهم يا أكمل الرسل نيابة عنا لا بد بين المفيد والمستفيد من المناسبة والملائمة المصححة لأمر الإفادة والاستفادة لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ سماويون نازلون منها إليها لمصلحة وهم يَمْشُونَ عليها مُطْمَئِنِّينَ متمكنين لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ حين احتياجهم الى الإرشاد والتكميل مِنَ السَّماءِ مَلَكاً كذلك مجانسا لهم رَسُولًا إليهم يرشدهم ويهديهم حسب مجانستهم ومناسبتهم
قُلْ يا أكمل الرسل بعد ما ايست عن ايمانهم وصلاحهم كَفى بِاللَّهِ اى كفى الله شَهِيداً مثبتا لرسالتي عليكم بإظهار انواع المعجزات على يدي قاطعا للنزاع الواقع بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ سبحانه بذاته وبحضرة علمه قد كانَ بِعِبادِهِ وبجميع ما صدر عنهم من الأعمال على التفصيل خَبِيراً بَصِيراً ذا خبرة وبصارة كاملة شاملة بحيث لا يشذ من أحوالهم شيء من علمه وخبرته فيجازيهم بكمال قدرته حسب علمه بهم
وَبعد ما ثبت ان أمرهم موكول الى الله وحالهم محفوظ عنده مَنْ يَهْدِ اللَّهُ الهادي وتعلق ارادته بهدايته فَهُوَ الْمُهْتَدِ اى هو مقصور على الهداية لا يتعداها أصلا وَمَنْ يُضْلِلْ الله وتعلق مشيته بضلاله فَلَنْ تَجِدَ يا أكمل الرسل لَهُمْ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِهِ اى من دون الله يوالونهم ويظاهرون عليهم وينقذونهم من بأس الله وبطشه بعد ما اخذتهم العزة باثمهم وَلذلك نَحْشُرُهُمْ ونبعثهم يَوْمَ الْقِيامَةِ بعد تنقيد أعمالهم ونجزهم نحو النار مكبين عَلى وُجُوهِهِمْ منكوسين تنفيذا لأحكامنا يعنى يسحبون ويجرون نحو جهنم البعد والخذلان وجحيم الطرد والحرمان عُمْياً لكونهم في النشأة الاولى أعمى عن رؤية الحق في اعيان المظاهر وصفحات المجالى وَبُكْماً لكونهم صامتين ساكتين عما ظهر لهم من دلائل التوحيد عنادا ومكابرة وَصُمًّا لكونهم أصمين عن استماع كلمة الحق عن السنة الرسل ووراثهم اى العلماء لذلك صار مَأْواهُمْ ومنزلهم جَهَنَّمُ الطرد والحرمان المسعر بنيران الخسران والخذلان وقد صارت من شدة تسعرها الى حيث كُلَّما خَبَتْ وسكنت لهب نارها بعد ما أكلت جلودهم ولحومهم زِدْناهُمْ جلودا ولحوما مثل جلودهم ولحومهم بل عينها يعنى كلما اضمحلت جلودهم ولحومهم نعيدهم على ما كانوا عليه لتصير سَعِيراً ذا شرر والتهاب مفرط بعد ما جدد ما تأكل والسبب في تكرارها وإعادتها كذلك انكارهم للحشر واعادة المعدوم بعينه
ذلِكَ الذي سمعت من العذاب جَزاؤُهُمْ اى جزاء المنكرين الكافرين وانما عذبناهم بها بِأَنَّهُمْ اى بسبب انهم قد كَفَرُوا بِآياتِنا الدالة على الحشر الجسماني وَقالُوا منكرين مستبعدين أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَصرنا رُفاتاً هباء غبارا منبثا مثارا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً اى مخلوقا موجودا جَدِيداً مثل المخلوق الاول كلا وحاشا
أَينكرون الحشر واعادة المعدوم بعينه ويصرون على الإنكار أولئك المعاندون وَلَمْ يَرَوْا ولم يعلموا أَنَّ اللَّهَ القادر المقتدر الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ خلقا إبداعيا اختراعيا بلا سبق مادة وزمان قادِرٌ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بعد موتهم واعدامهم مع ان الإعادة أسهل وأيسر من الإنشاء والإبداء وَلم يعلموا كيف جَعَلَ اى صير وقدر سبحانه لَهُمْ أَجَلًا معينا لا رَيْبَ فِيهِ حتى وصلوا اليه ماتوا بحيث لا يسع لهم طلب التقديم والتأخير أصلا ومع وضوح هذه الدلائل

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 466
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست